السؤال:
اجمع معلومات كافية عن مصطلح التعددية الثقافية والدينية، ثم اكتب مقالا تتناول فيه ضوابط هذه التعددية في الإسلام، ومنهجه في التعامل معها، مبينا دور المملكة العربية السعودية في تعزيز قيم التسامح والوسطية، والسلام، والحوار بين أبناء الحضارات المختلفة.
الإجابة النموذجية:
- تعد قضية التعددية الدينية والثقافية من القضايا التي دار حولها نقاش طويل في دائرة الفكر الشرقي والفكر الغربي على حد سواء، وإن كنا نعدها من قبيل القضايا التي يمكن دراستها تحت ما يمكن تسميته بعلم كلام معاصر. وعليه، فإن الاعتراف بالتعددية الدينية والثقافية وتطبيق ما يترتب عليها يعد الأداة ذات اليد الطولى بالخروج بالوطن من دائرة الصراعات والخلافات والعنف الذي يجتاح العالم الآن بصور شتى وألوان مختلفة قوامها الأساسي الاستناد إلى الصراع المذهبي والنزاع الديني والمتأمل للواقع المعيش في عالمنا المترامي، يجد أننا لا نلمس موقفاً واحداً تجاه التعددية الدينية والثقافية، فهناك من يرفضها رفضاً قاطعاً بدعوى أنها تمثل قضاء على الدين، وهناك من نظر اليها على أنها سبب فعال في معالجة الاحتقانات بين متعددي الدين أو العرق أو الجنس أو غيرها، وفي إقرار حقوق الآخر أياً كان، وهناك طائفة أخيرة - وهم قلة - جعلوا التعددية أداة للتسلق على المبادئ الدينية والعمل عن الانحلال منها.
-وتمثل هذه التعددية والتنوع سنة من سنن الله في هذا الوجود هكذا أراده وجرت به أقداره وحكمته سبحانه وعلى الرغم من هذا الاعتراف الواسع بالتعدد والاختلاف إلا أن الإسلام يدعو إلى الوحدة في إطار التنوع. ليست وحدة قسرية ولا عنيفة، إنها وحدة من خلال الرحمة للمخلوقات كلها ومن باب أولى الإنسان، إن ثقافتنا ينبغي أن تكون ثقافة رحيمة وينبغي أن تستمد فاعليتها من هذه الرحمة، وحين نتحدث عن الثقافة الرحيمة فإننا نتحدث عن منظومة متكاملة تبدأ من الاعتقاد والتصورات وتسري في الفكر والسلوك، ولا شك أن من مهام فاعلية الثقافة الدمج بين الثنائيات على نحو يولد من تناقضاتها طاقات للحركة والتجدد، ويجعلها تثمر في ظل قانون تكامل التناقض، وبدل أن تفنى الثنائيات من خلال إجهاض بعضها بعضا تصبح مصدرا للتنوع في إطار الوحدة، وحين تنعدم الفاعلية الثقافية وتضعف قدرتها على الدمج في نظم أشمل تكون الثنائيات مصدراً الحروب ثقافية واجتماعية واقتصادية).